إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

بعد 50 عاما من الجدل.. كشف سر "عين إفريقيا" الغامضة

سبت, 27/09/2025 - 14:30

بعد 50 عاماً من الجدل والتساؤلات والنقاشات العلمية، تمكن الباحثون أخيراً من كشف الحقيقة وراء عين إفريقيا، التكوين الجيولوجي الفريد في صحراء موريتانيا، تُعرف هذه البنية أيضًا باسم هيكل الريشات، وهي حلقة ضخمة تشكلت عبر ملايين السنين بفعل العمليات الطبيعية تحت سطح الأرض. لا تمثل هذه العين مجرد منظر طبيعي مدهش، بل هي سجل حي لتاريخ الأرض القديم، يحتفظ بأدلة على الصخور التي تعود لمليارات السنين وعلى النشاط البشري البدائي في المنطقة.

لسنوات، كانت النظريات تتراوح بين كونها فوهة ناتجة عن اصطدام نيزكي أو انهيار بركاني. لكن الأبحاث الحديثة باستخدام التأريخ الإشعاعي والتحليل الجيوكيميائي كشفت أن هذه البنية نشأت من صعود بطيء للحمم المنصهرة تحت سطح الأرض منذ أكثر من 100 مليون سنة، خلال فترة تفكك قارة بانجيا. لم يحدث انفجار بركاني، بل تشوهت الصخور الرسوبية ببطء لتشكيل القبة التي نراها اليوم.

تحتوي "عين إفريقيا" على صخور تعود إلى 2.5 مليار سنة، مما يجعلها سجلًا جيولوجيًا حيًا لتطور كوكب الأرض. تشير الأدلة إلى أن المنطقة كانت في يوم من الأيام أكثر رطوبة، مع وجود أنهار وبحيرات، وربما بيئات حيوية مبكرة.

أظهرت الدراسات وجود مواقع أدوات حجرية قديمة على الحلقات الخارجية للهيكل، مما يشير إلى أن البشر الأوائل استخدموا المنطقة لصناعة الأدوات والصيد المؤقت، دون الاستقرار الدائم.

منذ فترة طويلة، أثارت "عين إفريقيا" اهتمام العلماء والفضائيين على حد سواء بسبب شكلها الفريد. تُعد هذه البنية الجيولوجية مثالًا رائعًا على كيفية تأثير العمليات الجيولوجية البطيئة على تشكيل المناظر الطبيعية المميزة.

وقال الدكتور فريد جوردان، كبير علماء الجيولوجيا الزمنية في مجلة " Lithos" : "بدلاً من أن يكون تكوّنها نتيجة انفجار، فهي قصة ارتفاع بطيء وتآكل أبطأ." على مدى ملايين السنين، نحتت الرياح والمياه الصخور الأكثر ليونة، تاركةً طبقات أكثر صلابة من الكوارتزيت والحجر الرملي، لتشكّل النمط المميز لعين الثور الذي نراه اليوم.

رغم موقعها القاحل، تحمل عين إفريقيا، أو هيكل الريشات، أدلة عميقة على ماضي الأرض الرطب. تعود صخور التكوين إلى حوالي 2.5 مليار سنة، ما يجعلها سجلًا جيولوجيًا حيًا لتطور الكوكب. تشير الأدلة إلى أن المنطقة كانت تضم أنهارًا وبحيرات، وربما أنظمة بيئية مبكرة خلال العصور الرطبة في أفريقيا.

كشفت دراسة للجيولوجي عثمان ساو وزملائه عن آثار أدوات حجرية قديمة على الحلقات الخارجية للهيكل، ما يدل على أن البشر الأوائل استخدموا المكان لصناعة الأدوات والصيد قصير الأمد، دون استيطان دائم. غالبًا ما صُنعت هذه الأدوات من الكوارتزيت المحلي، مما يعكس استغلال الإنسان القديم للجغرافيا الفريدة للمنطقة.

لم يقتصر اهتمام العلماء على الأرض فحسب، بل استخدم رواد الفضاء عين إفريقيا كنقطة مرجعية من المدار. تعكس الحلقات المتناظرة للهيكل عمليات جيولوجية معقدة تحت سطح الأرض، حيث يشير وجود الكربوناتيت والجابرو والاندفاعات القلوية إلى صخور منصهرة نادرة منشأها الوشاح الأرضي، وفقا لـ "ديلي غالاكسي".

ويشير الجيولوجيون إلى أن هيكل الريشات يمثل "لغزاً جيولوجياً متعدد المراحل"، يروي قصة الأرض منذ الانبعاثات الصخرية العميقة وحتى التغيرات السطحية التي شكّلت هذا المعلم المدهش على مدى ملايين السنين.

وائل زكير

البيان الإماراتية