بعد الحرب العالمية الأولى، التي مرت الذكرى السنوية المائة على انتهائها قبل نحو شهرين، توجه الرئيس الأميركي وودرو ويسلون إلى أوروبا للمشاركة في مؤتمر للسلام في باريس، على أمل أن يرسخ أسس الديمقراطية المستقبلية.
دمر خطاب الكراهية الحضارات وأباد سلالات أمم (فضلت قدما بالأنبياء والرسالات )؛فلقد كان( فرعون الأول) يقتل رجالهم ويستحيي نساءهم.
حارب به (المرجفون في المدينة) الإسلام وبيت الطهر والنبوة الخاتمة.
قتل به (أهل الردة)حفاظ كتاب الله يوم اليمامة.
إن جوهر الإسلام يأتي من مصدرين رئيسيين هما القرآن الكريم، الذي هو الوحي الإلهي، والسنة النبوية، التي هي تعاليم وأفعال وسمات النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الأوطان اليوم التي لا تملك إعلام مؤسسات خدمة عمومية؛ وفضائيات متحررة؛واعلاميين أقوياء لهم معارف ومبادرات، وتحميهم أنظمة وتسندهم حكومات ، هي أوطان تستهلك إعلام غيرها؛ وتتقبل غزوه؛ وهي مهددة فى استقرارها وتابعة في سيادتها لمن "تشيطنه" الجزيرة ، أو( يتوكأ) على الغزاة، و من يراهن و يتغنى ب"فكر" الغلاة..
ليس صحيحاً أن ربيع الفوضى لم يُختبر على الصعيد الحكومي العربي، وأنه سقط فجأه قبل أن يتذوّق الناس شيئاً من بستانه، فلقد قدم مثالين، إسلاموي وبرتقالي.
الأول، بعد تواطؤ جنرالات أميركا في مصر مع الإسلامويين وتزوير الإنتخابات لصالح مرسي، والثاني عبر حكومة الرزاز في الأردن، والتي بدأت بالترنّح مع عودة الإحتجاجات المطلبية إلى الشارع:
يمنح الدستور الموريتاني لرئيس الجمهورية حق الدعوة لانتخابات تشريعية أو رئاسية، ويمنحه حق إجراء استفتاء عبر صناديق الاقتراع حول كل القضايا التي تخدم المصلحة الوطنية العليا.
وقد منحت التعديلات الدستورية ، التى جري الاستفتاء العام حولها، للبرلمان الجديد ، حق التصديق على القوانين ذات النفع العام.
أليس من عدم الإنصاف محاولة مصادرة حقهم في إبداء رأيهم حول رغبتهم في استمرار من يرونه مناسبا ؟
الدستور أنشئ لحماية مصالح الشعوب و تنظيم حياتهم و هو عبارة عن تجسيد لإرادة الشعب
أليس من الممكن أن تتغير إرادة أغلبية الشعب؟
لقد خيَّم على بلادنا، منذ ما يربو على سنة من الآن، جوُّ نهاية عهد من الحكم. وكأنّ الرُّبان المتعَبَ من التصدي للمحسوبية والعادات السيئة السائدة، انتهى بالاستغناء عن الصّابورة التي تحافظ على توازن السفينة لمنعها من الغرق. ولعل مستشارين نافذين أقنعوا القائد بالتعامل مع الواقع الاجتماعي، بدل الاستمرار في محاولة إحداث ثورة في أساليب وممارسات الحكم.
لا تكفّ أمّ المدن وأولى العواصم المأهولة في التاريخ عن تقديم إبداعاتها ومفاجآتها الصاعقة لمن ناصبها العداء أو تخيّل وتوهّم أنّه قادرٌ على إسقاطها والعبث بعمرانها وقيمتها الأبدية..