
منتصف نهار يوم الاربعاء22 اكتوبر 2025 وبينما كان أبناء اترارزة وخصوصا سكان روصو يتهيؤون للحدث المهم المتمثل في الزيارة المرتقبة لمدينة روصو التي يزمع رئيس الجمهورية القيام بها لعاصمة ولايتهم كان المكتب الجهوي للجمارك يغط في نوم عميق ويعيش رتاية وسكونا أشبه بصمت القبور.
مكتب الجمارك الذي كان ذات يوما مثابة يأرز إليها كل الساكنة وخلية نحل دائمة الحركة والنشاط بحكم وقوعه على ناصية المنفذ الحدودي الأهم نحو أفريقيا تحول فجأة إلي ركن معتم لا يذكره ذاكر ولا يزوره زائر؛ مكتب رئيس المكتب اصبح ملاصقا للحمام كما أنه مغلق أما المكتب الذي شهد أيام العز وكان في هذا الوقت يشهد توافد طالبي الحاجات حين كان المدير العام الحالي للجمارك رئيسا للكشف هناك حول لكنيف منتن اما البهو الموصل للقاعة والذي كان المرحوم ولد عابدين سيدي ينثرفيه من كرمه على المارة الشيء الكثير فقد أقفر هو الآخر ولم يمر فيه طيلة مقامنا هناك الا شاب خرج من إحدى الغرف يمضغ لقمة ما تزال آثارها عالقة بيده اليمنى أما يده اليسرى فكان يمسك بها طرف ثوبه ويحك راسه قائلا "شيف د بيروه ماه هون".
لأن هجر الناس هذا المكتب ولإن أقفلوا إلى غير رجعة فقد كان قبلة لكل الناس كما كان يعج بالنشاط والحيوية كما كان رائروه ومرتادوه والمقيمون فيه يقيمون وزنا للناس على اختلاف طبقاتهم واعراقهم والوانهم.
أخيرا لا بد من التساؤل هل حالة المكتب اليوم مجرد لوثة طارئة متعلقة بزيارة الرئيس التي قد تدفع غير المهتمين للمزيد من السلبية أم أن الأمر كله مجرد إسترخاء وسكون يؤسس لقفزة قد تكون نوعية.
على كل ومهما يكن من أمر فإن مكتب الجمارك في روصو عليه ان يعي دوما أنه وريث لرأسمال رمزي كبير صنعته أجيال من القطاع وكان دوما اساس عظمة وفخر جيش الإقتصاد الوطني.
عبد الفتاح ولد باب


.gif)


.jpg)


.gif)