
أصدر السفير الروسي لدى فرنسا، أليكسي ميشكوف، تحذيرًا مباشرًا للناتو، مؤكّدًا أن أي محاولة من الحلف لأسقاط طائرة روسية ستعتبر بمثابة إعلان حرب. يأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التوترات بين موسكو والغرب، مع تزايد الحوادث الجوية فوق أوروبا في سياق الصراع المستمر في أوكرانيا.
وقال ميشكوف في مقابلة إذاعية على محطة RTL الفرنسية: «إذا أسقط الناتو طائرة روسية بذريعة انتهاك مزعوم للمجال الجوي، فذلك يعني الحرب». وأضاف أن طائرات الناتو «تنتهك الأجواء الروسية بشكل متكرر»، مشيرًا إلى أن موسكو لم ترد على هذه الانتهاكات بمهاجمة تلك الطائرات.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتجدد فيه النقاشات داخل حلف الناتو بشأن كيفية التعامل مع اقتراب الطائرات العسكرية الروسية أو دخولها المجال الجوي لدول الحلف.
ويعقب التحذير الروسي تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن «على أعضاء الناتو إسقاط الطائرات الروسية إذا اخترقت مجال الحلف الجوي»، ما يعكس تصاعد القلق داخل الحلف من العمليات الجوية الروسية، بما في ذلك طلعات قرب حدود الناتو وتدريبات على ضربات محاكية ضد دول الحلف.
على الجانب الآخر، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن موقف مغاير، مؤكدًا أن «الناتو لا ينبغي أن يسقط طائرات روسية» في مثل هذه الحالات، محذرًا من خطر التصعيد غير المسيطر عليه، وهو ما يعكس الانقسامات داخل الحلف حول إدارة المواجهات مع موسكو دون الانزلاق نحو صراع أوسع.
وخلال الأشهر الأخيرة، اعترضت مقاتلات الناتو مرارًا طائرات عسكرية روسية كانت تحلق غالبًا دون تشغيل أجهزة التعريف أو تقديم خطط طيران قرب المجال الجوي لدول الحلف، مما أثار مخاوف من وقوع حوادث أو تصعيد غير مقصود.
ويأتي تحذير السفير الروسي ضمن نمط من التصريحات الروسية الصريحة بشأن مواجهة مباشرة مع الغرب، حيث هدد الكرملين منذ بداية الغزو الكامل لأوكرانيا بعواقب عسكرية على ما وصفه بـ «استفزازات» الناتو، بما في ذلك توريد الأسلحة إلى كييف، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ونشر قوات إضافية في أوروبا الشرقية.